رأي الفقهاء في نقض لحم الإبل للوضوء

Nahla
منوعات
رأي الفقهاء في نقض لحم الإبل للوضوء

لحم الإبل من أكثر اللحوم المُفضلة لدى الكثير وذلك لان الجمل من أنضف الحيوانات لذلك يكون ذات لحم جيد وبه الكثير من الفوائد الصحية وقد أباح الله عز وجل أكلها للمسلم على عكس بعض اللحوم الأخرى التي تم تحريمها مثل لحم الخنزير والحمير وذلك لما يوجد فيها من أمراض تقضي على الإنسان في أسرع وقت.

هل لحم الإبل ينقض الوضوء

أختلف رأي الفقهاء في نقض لحم الإبل للوضوء من عدمه حيث يوجد بعض الفقهاء يؤكدون بضرورة الوضوء بعد أكل لحم الإبل والبعض أجاز عدم الوضوء، والرأي الأول للشافعية وأحمد بن حنبل في هذا الأمر هو إذا تم تناول لحم الإبل مطبوخاً او مشوي أو نيئاً فانه يكون مُبطل للوضوء.

أما رأي أبي حنيفة وبعض الصحابية المؤيدين له أكدوا بأن تناول لحم الإبل بجميع أشكاله لا يكون سبباً في نقض الوضوء ويوجد بعض الأدلة والأحاديث التي تؤيد هذا الرأي يمكن التعرف عليها عبر موقعنا مواقيت كوم الذي يهتم بأمور الدين الإسلامي.

الدليل الأول: ما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: (كان آخرُ الأمرَينِ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تركُ الوضوءِ ممّا مستِ النارُ)،[٥] وشرحه الطحاوي في كتابه فقال: (فَإِذَا كَانَ مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ هُوَ الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ، وَفِي ذَلِكَ لُحُومُ الْإِبِلِ وَغَيْرِهَا، كَانَ فِي تَرْكِهِ ذَلِكَ تَرْكُ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ).[٦] أي أن الحديث هذا جاء ناسخاً لحديث جابر بن عبد الله، فألغى حكم العمل به، إلا أن النووي ردّ على هذا الرأي فقال: (وَأَمَّا النَّسْخُ فَضَعِيفٌ أَوْ بَاطِلٌ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ عَامٌّ، وَحَدِيثَ الْوُضُوءِ مِنْ لَحْمِ الْإِبِلِ خَاصٌّ، وَالْخَاصُّ يُقَدَّمُ عَلَى الْعَامِّ، سَوَاءٌ وَقَعَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ).[٧]
الدليل الثاني: وهو الحديث الشريف الذي ورد عن الرّسول عليه السّلام: (عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهُما: إِنَّما الوُضوءُ ممَّا يخرجُ وليسَ مما يدخلُ، وإنما الفِطرُ ممّا دخلَ وليسَ مما خرجَ)،[٨] ويعني هذا الحديث أن مفسدات الوضوء هو ما يخرج من الجسد، كالبول والريح والغائط، والدم عند المرأة، أمّا ما يُفسد الصّيام فهو ما يدخل إلى الجوف لا ما يخرج منها، وعليه، لم يتمّ ذكر أكل لحم الإبل ضمن مبطلات الوضوء.
رابط مختصر